اختمت النسخة الحادية عشر من حوار جليون لحقوق الإنسان (Glion XI) ببلدة جليون بسويسرا التي عقدت يومي 16 و17 أكتوبر 2025، بتنظيم مشترك من هيئة الأمم المتحدة للمرأة ومنظمة مجموعة الحقوق العالمية “Universal Rights Group”، بدعم من المملكة المغربية (ممثلة في المندوبية الوزارية المكلفة بحقوق الإنسان والبعثة الدائمة للمملكة المغربية لدى مكتب الأمم المتحدة في جنيف)، والصين وإسبانيا والإمارات العربية المتحدة، وبشراكة مع البعثتين الدائمتين لتايلاند والمكسيك.
وتركزت هذه النسخة من الحوار على المساواة بين الجنسين وحقوق المرأة تحت عنوان “بيجين بعد 30 سنة: تعبئة النظام الأممي لحقوق الإنسان لتسريع التقدم نحو المساواة بين الجنسين والتمتع الكامل بحقوق النساء والفتيات”، في سياق الاحتفال بالذكرى الثلاثين لاعتماد إعلان ومنهاج عمل بيجين (BPfA)، اللذين تم تبنيهما خلال المؤتمر العالمي الرابع للمرأة عام 1995، حيث يحظيان اليوم بالتزام 189 دولة.
وتأتي هذه النسخة عقب النجاح الذي حققته النسخة العاشرة من حوار جليون لحقوق الإنسان (Glion X)، التي احتضنتها مدينة مراكش في أكتوبر 2024 وأشرفت على تنظيمها المندوبية الوزارية المكلفة بحقوق الإنسان بتنسيق مع مجموعة من الشركاء.
وللتذكير، وعلى غرار النسخ السابقة من هذا الحوار، سبقت نسخة هذه السنة ثلاثة حوارات تحضيرية، بما في ذلك الحوار التحضيري الذي نظمته، شهر يوليوز2025، المندوبية الوزارية المكلفة بحقوق الإنسان والبعثة الدائمة للمملكة المغربية لدى مكتب الأمم المتحدة في جنيف بشراكة مع كل من دولة الإمارات العربية المتحدة وهيئة الأمم المتحدة للمرأة ومجموعة الحقوق العالمية، على هامش الدورة 59 لمجلس حقوق الإنسان.
وأبرز السيد محمد الحبيب بلكوش، المندوب الوزاري المكلف بحقوق الإنسان، خلال هذا الحوار التحضيري الإنجازات التي حققها المغرب في تعزيز حقوق المرأة والمساواة بين الجنسين وجعلها من الأولويات الوطنية، بفضل مختلف الإصلاحات التي قادها جلالة الملك محمد السادس، نصره الله، التي تجعل من بلادنا مدافعا عن هذه القضية في مختلف المناسبات والمحافل الدولية.
كما أكد السيد المندوب الوزاري على أهمية استحضار أدوار الآليات الوطنية للتنفيذ وإعداد التقارير والتتبع (NMIRF)، باعتبارها ليست مجرد أدوات إدارية، بقدر ما أنها محفزات حقيقية للسياسات العمومية، تساهم في دمج توصيات الأمم المتحدة بشكل منهجي، وترجمتها إلى أفعال دائمة، مشيرا إلى ربط هذه التوصيات بأهداف التنمية المستدامة، خصوصا الهدف الخامس المتعلق بالمساواة بين الجنسين.
وفي هذا الإطار، تم استعراض، خلال حوار (Glion XI)، الذي شارك فيه السيد السفير الممثل الدائم للمملكة المغربية لدى مكتب الأمم المتحدة في جنيف وألقي كلمة افتتاحية بالمناسبة، الدروس المستفادة في مجال المساواة بين الجنسين والتمتع الكامل بحقوق النساء والفتيات منذ عام 1995، بما في ذلك تنفيذ الالتزامات المنصوص عليها في منهاج عمل بيجين، وكذلك في إطار اتفاقية القضاء على جميع أشكال التمييز ضد المرأة (سيداو) وغيرها من الصكوك الدولية ذات الصلة، وأهداف التنمية المستدامة.
كما ناقشت الدورة 11 للحوار، السبل الكفيلة بتحقيق “عمل عاجل وتحولي”، ذات جدوى عالية، كما جاء في تقرير مراجعة بيجين 30+، المتمثل في تعزيز تعبئة منظومة الأمم المتحدة لحقوق الإنسان وآلياتها الرقابية، وتقوية التعاون بين هذه الآليات والدول، وتوسيع نطاق الدعم المقدم إلى الدول النامية، وكذلك إلى فِرق الأمم المتحدة القُطرية ومنظمات المجتمع المدني، لدعم تنفيذ التزامات الدول وتعهداتها الدولية في مجال حقوق الإنسان.
الجدير بالذكر أن مجموعة الحقوق العالمية(URG) تنظم سنويا، منذ 2014، حوار جليون لحقوق الإنسان الذي يعتبر منصة رفيعة المستوى تجمع حوالي 80 من الخبراء والفاعلين في مجال حقوق الإنسان، بما في ذلك ممثلين رفيعي المستوى من الدول، ووكالات الأمم المتحدة، وآليات الأمم المتحدة لحقوق الإنسان، ومنظمات المجتمع المدني، والقطاع الخاص، تناقش بطريقة غير رسمية مختلف القضايا ذات الصلة بحقوق الإنسان. ويتم اعتماد قاعدة تشاتهام هاوس (Chatham House Rule)، لضمان حوار مفتوح وصريح يركز على الحلول