ترأس السيد عبد اللطيف وهبي، وزير العدل الفعالية الرفيعة المستوى للإطلاق الرسمي للخطة العربية للتربية والتثقيف في مجال حقوق الإنسان التي تحتضنها مدينة طنجة يومي الثلاثاء والأربعاء 5 و6 ديسمبر 2023.
واعتبر السيد وزير العدل، في كلمته الافتتاحية، فعالية الإطلاق الرسمي للخطة لحظة هامة تعكس التفكير المشترك والعمل الموحد لمختلف الفاعلين بالمنطقة العربية من أجل بلورة الرؤى والمقاربات الجماعية وتحقيق التطلعات المشتركة واستشراف الآفاق المستقبلية، لاسيما وأن الأمل معقود على أن تشكل هذه الخطة وثيقة موحدة لمبادرات منظمتنا ومحفزة لمجهودات بلداننا واسترشادية لخططنا وبرامجنا القطرية.
وأبرز السيد الوزير أن الأعمال والمبادرات التي أطلقتها المملكة المغربية في مجال حقوق الانسان، بما فيها تعزيز تملك مبادئها وقواعدها والتشبث بقيمها كما هي متعارف عليها عالميا، تؤكد أن بعد حقوق الانسان يشكل رافعة أساسية في مسيرة البناء والتحديث التي يقودها جلالة الملك محمد السادس حفظه الله.
وذكر السيد الوزير، أن المملكة المغربية، وعيا منها بأهمية نشر ثقافة حقوق الانسان، كانت سباقة الى اعتماد خطة عمل وطنية تحت مسمى “الأرضية المواطنة للنهوض بثقافة حقوق الانسان” سنة 2007، كما انخرطت في مسار إعمال البرنامج العالمي للتثقيف في مجال حقوق الإنسان الذي وضعت بشأنه اليوم خطة عمل خاصة بإعمال المرحلة الرابعة له في أفق 2024، كما كانت داعمة لمسار اعداد واعتماد إعلان الأمم المتحدة بشأن التثقيف والتدريب في مجال حقوق الانسان لسنة 2011.
ولعل أبرز مكتسبات هذه الخطة، يضيف السيد الوزير، هي تجسير العلاقة بين النهوض بدور ومسؤولية الدول في احترام وتفعيل مبادئ وقيم حقوق الإنسان في جميع مجالات الحياة، وتنمية الوعي الجماعي بأهمية احترام حقوق الإنسان لدى مختلف الفاعلين، بما
تعنيه هذه الحقوق والحريات من مبادئ وقيم وسلوكات وممارسات ينبغي توطينها لدى المؤسسات والأفراد والجماعات، والعمل على حمايتها من كل أشكال الخروقات والانته
ويبقى من بين رهانات هذه المبادرة قدرتها على خلق ديناميات مجتمعية وإيجاد تكاملات قطرية وتعبئة مختلف الفاعلين الوطنيين والاقليميين والدوليين للدفع إلى الأمام بتملك مبادئ وقيم حقوق الانسان وتربية الأجيال على احترام قيم الحرية والمسؤولية والمساواة والتنوع والتعدد والاختلاف، والعمل على التأثير الإيجابي على المنظومات والعقليات والسلوكيات، بما يؤمن تكريس حقوق الإنسان على صعيد التشريعات والسياسات والممارسات، ويكفل التمتع الفعلي بها على صعيد الحياة اليومية للمواطنين والمواطنات
ونظمت هذه الفعالية بمبادرة من المملكة المغربية بالتعاون والشراكة مع الأمانة العامة لجامعة الدول العربية تنفيذا لتوصية صادرة في هذا الشأن عن اللجنة العربية الدائمة لحقوق الإنسان في دورتها العادية (51) المنعقدة شهر فبراير 2023 بمدينة الصخيرات.
وتعتبر الخطة العربية للتربية والتثقيف في مجال حقوق الإنسان، التي طرحت المملكة المغربية مسودتها الأولى، نتاج جهد مقدر لفريق من الخبراء العرب ترأست أعماله دولة الكويت وضم مختصين في مجال التربية والتعليم على حقوق الإنسان.
وتعد هذه الخطة أحد الأهداف الرئيسية للاستراتيجية العربية لحقوق الإنسان المعتمدة في مارس 2019 على مستوى القمة.
وتأتي الخطة نتيجة دمج وتحديث لمضامين كل من الخطة العربية للتربية على حقوق الإنسان (المعتمدة عام 2008 على مستوى القمة) والخطة العربية لتعزيز ثقافة حقوق الإنسان (المعتمدة عام 2010 على مستوى القمة بناء على مبادرة من المملكة المغربية).
وتأتي فاعلية طنجة على بعد أيام قليلة من تخليد المجتمع الدولي ذكرى مرور (75) عاما على اعتماد الإعلان العالمي لحقوق الإنسان (11 و12 ديسمبر 2023).
وشهدت هذه الفعالية مشاركة واسعة على مستوى كبار المسؤولين والسفراء في الدول العربية، وكذا ممثلي المنظمات الدولية والإقليمية الشريكة والجهات المعنية في منظومة العمل العربي المشترك وعدد من منظمات المجتمع المدني الناشطة في مجال حقوق الإنسان.