شاركت السيدة فاطمة بركان، الكاتبة العامة للمندوبية الوزارية المكلفة بحقوق الإنسان للمملكة المغربية، يومي 15 و16 يناير 2025 في المؤتمر الدولي حول الاختفاء القسري بجنيف، وذلك على رأس وفد وطني يضم القطاعات المعنية.
وتأتي هذه المشاركة في سياق الانخراط الفعّال لبلادنا في الجهود الدولية للقضاء على الاختفاء القسري، حيث يعدّ المغرب إحدى الدول الأساسية الأربعة الحاملة للمبادرة الدولية المنظّمة لهذا المؤتمر، وهي “مبادرة الاتفاقية الدولية لحماية جميع الأشخاص من الاختفاء القسري”، إلى جانب كل من الأرجنتين وفرنسا وساموا. وترمي هذه المبادرة إلى تشجيع الدول إلى التصديق على الاتفاقية وإعمال مقتضياتها، وإلى تيسير الحوار والتنسيق والتعاون بين مختلف الجهات المعنية بمكافحة الاختفاء القسري وبمتابعة المرتكبين وحماية حقوق الضحايا وذويهم وفق المعايير الدولية ذات الصلة.
كما تجسد مشاركة المغرب تأكيده الراسخ، تحت قيادة جلالة الملك محمد السادس نصره الله، بضرورة مكافحة ظاهرة الاختفاء القسري وتعزيز حقوق الإنسان من خلال تقوية منظومتها القانونية لمواجهة هذه الآفة وتثمين التعاون الإقليمي والدولي في مجال تعزيز وحماية حقوق الإنسان، إذ يتميز المؤتمر بإلقاء عدة مداخلات للوفد المغربي، بدء من الجلسة الافتتاحية، التي قدمت خلالها السيدة الكاتبة العامة تعهدين تلتزم بهما بلادنا بشكل طوعي في سياق المبادرة المذكورة، ويتعلق أولهما بتنظيم ندوة إقليمية بالمغرب لتشجيع المصادقة على الاتفاقية الدولية لحماية جميع الأشخاص من الاختفاء القسري وإعمال مقتضياتها، بينما يتعلق الالتزام الثاني بإدراج الاختفاء القسري في التشريع الجنائي المغربي باعتباره جريمة مستقلة، وجريمة ضد الإنسانية كما هو وارد في الاتفاقية الدولية.
وقدت السيدة الكاتبة العامة عرضا مفصلا تقاسمت من خلاله تجربة مماثلة للمملكة المغربية، في سياق الدور الذي تلعبه كدولة أساسية في “مبادرة التصديق الكوني على اتفاقية مناهضة التعذيب” (CTI)، خلال المائدة المستديرة حول “الترافع من أجل تصديق كوني: الاستراتيجيات الناجحة”، التي انعقدت بعد زوال يوم الأربعاء 15 يناير 2025.
أما المداخلة الثالثة، فتأتي في سياق المائدة المستديرة حول “الحجج المؤيدة للتصديق على الاتفاقية وتنفيذها: لماذا جميع الدول معنية؟” يوم الخميس 16 يناير2025، قدمت فيها البعثة الدائمة للمملكة المغربية بجنيف كلمة ختامية في نهاية هذا اللقاء، الذي خصص لتقديم تجارب الدول التي صادقت على الاتفاقية الدولية لحماية جميع الأشخاص من الاختفاء القسري.
واختتمت بلادنا مشاركتها بكلمة السيدة بركان في الجلسة الختامية، التي أبرزت دور المغرب والتزامه بمواصلة دعم الجهود الدولية الرامية إلى تعزيز حماية حقوق الإنسان والنهوض بها.

